رحمه
المحتويات
بإرتباك
صباح النور..
انا... أنا...
قال بنعومة
إنتى إيه
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبها..تسحب الوسادة لتضعها تحت رأسها..قائلة بنعاس
تؤ تؤ..أنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتير..عشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منى..يبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
لأ..كملى نوم أحسن..أنا نازل رايح الشغل ..محتاجة حاجة
حاج صالح.....إلحقنا ياحاج.
كان مراد يهبط السلالم ببطئ..يحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبه..يتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقا..توقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطار..تماما كالماضي..حين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعض..وسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم فيه..كان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ..ورغم أنها غيرت لونه الآن للون الكستنائي ..إلا أنه مازال يليق بها ..ولا يقلل من جمالها ذرة..بل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضى..نفض أفكاره الخاطئة كلية..إنها زوجة أخيه..إمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدا..بل يجب أن ينساها..ولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقت..ربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر.
مهلا......
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبدا..إنها نظرات عاشق ..ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتها..مشاعره ساذجة..ودون تجارب تذكر..فقط رحمة ولا أحد غيرها..لذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة..
مراد.
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكامل..قائلا
صباح الخير.
قالا سويا
صباح النور.
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسها..بينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالا..لينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد ..أقعد إفطر معانا.
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى.
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس ..عشان خاطرى يامراد.
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها..ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها..ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور..يشعر بالغيرة تحرقه..أشعلته كلمات رحمة البسيطة..وإدراكه أن مراد تأثر بها..وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ..ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره..ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة ..تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير..فما بالك
متابعة القراءة