هوس

موقع أيام نيوز


ما يجري لماذا هم هنا و كيف جاؤوا إلى هنا نطق مفسرا دون أن يفتح عينيه جينا هنا عشان عندي شغل شوية و هننزل تحت عشان نتعشى طب فين ماما و طنط سميرة هما كويسين و آدم كانت تقف وراءه مباشرة و هي تسأله 
لتشعر بظهرها في الثانية الأخرى يرتطم 
على الحائط و سيف يقف مقابلا لها يحدقفيها بنظرات قاټلة عيناه تكادان تخرجان من مكانهما صدره يعلو و يهبط 

من شدة غضبه كان حرفيا كوحش هائج قد خرج من قفصه للتو لأول مره تراه بهذا المنظر المرعب او بالأحرى لأول مرة ترى وجهه الحقيقي الذي حدثه عنها آدم همس و هو يميل برأسه حتى لامس أنفه و شفتيه جانب وجهها ليرتجف جسده و كأنه مسه كهرباء
إخرسي إوعي تنطقي إسم الكلب داه على لسانك قريب جدا هتخلص منه للأبد هقتله سامعاني حركت رأسها و دقات قلبها تتصارع و كأنها
في سباق قبل أن تنكمش على نفسها و هو ينفجرضاحكا و كأنه مختل عقلي كانت تراقبه بحذر حتى إنتهى من ضحكته ليهتف مرة واحدة بنبرة منكسرة لسه رافضاني طب ليه قوليلي إيه اللي مش عاجبك فيا و انا أغيره بس تحبييني ضړب صدره بقبضته عدة مرات

قبل أنيكمل إعترافه دون إهتمام  قلبها فسيفها لا يليق به سوى القوة فهم حركتها لكنه لم يهتم بل رفع ذقنهاو هو يضع يده الأخرى بجوار كتفها على الحائط
مردفا تعبت الجبل القوي إبتدى ينهار يا سيلين أعمامي عاوزين يتخلصو مني عشان ياخذو فلوسي و إبن عمي هدفه في الحياة إنه ېقتلني و ياخذك مني جدي بيساندهم رغم معرفته
بكل حاجة تعب الشغل و ضغوط الحياة خناقاتك إنت و أمي ومسؤولية عمتي بس داه كله في كفة و إنت في كفة ثانيةخالص مش عارف أتعامل معاكي حاولت بكل جهدي إني أفهمك بس مقدرتش اول مرة سيف عزالدين يفشل في حاجة مشكلتك إنك ساكتة مش بتتكلمي مش بعرف بتفكري في
إيه و إلا عاوزة إيه بيني و بينك جدار جليدو لازم نتعاون عشان نذوبه مفيش قدامناغير الحل داه و إنت عارفة كويس أكملت و هي ترمش بعينيها
عارفة إنك تقصد لو سبتني في ناس
هتأذيني مش كده اغمض عينيه يستدعي كل مخزون الصبر في
العالم و هو يكور قبضته حتى لا يكسر راسهاالعنيد ليزفر بقوة قبل أن يفتح عينيه قائلا بهدوء مصطنع 
لا أنا عمري ما هسيبك عارفة ليه عشان الاحتمال داه مش موجود أصلا في قاموسي لآخر نفس ليا يا سيلين لآخر نفس هتبقي مراتي أنا مش عارف هقعد لإمتي بقلك إني بحبك من يوم ما شفتك في المطعم اللي بتشتغلي فيه و انا عرفت إنك هتبقي ليا رغم إني ضيعتك و ندمت جدا إني
مخدتكيش من هناك ليلتها و لما جيتيلي
بنفسك للشركة قررت إني مستحيل اسيبكمهما حصل ركزي ها ركزي في كلاميعشان الظاهر إن فهمك بالعربي ثقيل اوي أنا بحبك أنا بحبك و مش عشانوصية و لا زفت إفهمي بقى و لأول مرة تبتسم له تلك الابتسامة المشرقةالتي لا طالما تمناها رباه كم بدت فاتنة و حمرة الخجل تزين وجنتيها حوريته الصغيرة التي ملأت حياته بشقاوتها و دلالها كم اتعبت 
روحه و أتعبت قلبه الذي صار عليلا رغم 
وجودها فهل آن الأوان لتشفيه و تعيد له 
الحياة من جديدظل ينظر إليها كالابله لتخرجه من حيرتهو هي ترفع نفسها للأعلى قليلا محتضنة جسده بتحفظ 
كان أجمل شعور يحصل عليه منذ سنوات دفئ جسدها الصغير و رائحتها الطفوليةالناعمة تخللت أنفه وصولا لرئتيه ليرفع 
يديه ببطئ و يضمها نحوه بكل رقة كما 
يفعل كل ليلة و هي نائمة خوفا من إستيقاظها لكنها الأن مستيقظة مازال عقله لم يستوعب
جملة الاحداث و التغيرات التي حصلت شعر بجسدها يرتخي تريد إنهاء العناق و لكن كيف ذلك و هو مازال لم يتأكد جيدا أنهابين يديه ليستمع لضحكاتها لكنه لم يباليو هو يسير بها نحو الفراش و في نيتهطي صفحة الماضي وإستبداله بحياة جديدة 
كتب لها أن تبدأ في بلد غريب 
الفصل التاسع و العشرون 
قضيا يومين أشبه بالحلم و لم ينغص فرحته سوى الخبيث صالح الذي لم يتوقف عن الاتصال به و التأكيد عليه بأن يحضر حفل زفافه إوعى متجيش أنا حضرت فرحك على فكرة حجة صالح التي يلقيها على مسامعه كلما تحدث معه ليستسلم سيف و يقرر الرجوع لمصر حتى يحضر حفل الزفاف كان الحفل فخما للغاية حيث حرص صالح
على أن يكون كل شيئ مثاليا من الديكور
و مختلف مظاهر الزينة التي غطت كامل
أرجاء حديقة القصر و كذلك البوفيه الذي
أعد من قبل أشهر الطباخين في البلاد 
حفل حضره نخبة من رجال الأعمال من 
أصدقاء العائلة و منافسيهم أيضا في إحدى غرف القصر التي خصصت 
ليتم تجهيز العروس فيها كانت يارا 
تقف في منتصف الغرفة تنظر قدوم صالح ليصطحبها للأسفل ليدلف اخيرا بطلته الآسرة و هو يرتدي بدلة سوداء فاخرة جعلته في غاية الأناقة و الجاذبية في أعين الجميع ما عدا يارا التي ضغطت على أسنانها پغضب حالما رأته لتخفض عينيها أرضا ليس خوفا منه بل لأنها لا تريد رؤيته أمامها اطلق صفيرا يعبر عن إعجابه به حالما رآها بفستان الزفاف قبل أن يضيف معترفا
يجذب يدها لكنها تمالكت نفسها و هي تتصنعالهدوء قبل أن تجيبه 
شكرا ضحك حتى بانت أسنانه اللؤلؤية و هو يقول من بين ضحكاته الخبيثة قدامك الليل كله عشاتشكريني في هبراحتك يا بيبي و كأنه
للتو إنتبه لرفبة الفستان المنخفضةحتى ظهر جزء كبير من عنقها و اسفله لتتبدل ملامحه للڠضب هادرا بعصبية معجبكيش غير الفستان داه قبض على يده حتى لا يضربها و هو يرمقهابنظرات ڼارية مكملا بقسۏة طبعا ما إنت في الكباريهات و متعودة على و المحزق طأطأت يارا رأسها و هي تمنع دموعها من الهطول متمتمة بصوت منخفض مامتك هي اللي إختارته مش أنا شعرت به يضع الطرحة فوق رأسها 
و هو يوصيها لكن بنبرة آمرة محذرة 
الزفت داه ما ينزلش من فوق دماغك 
طول الليلة و لو وقعت حتى بالغلط 
هتشوفي انا هعمل فيكي إيهأجابته و هي تتصنع الشجاعة يعني هتعمل إيه أكثر من اللي عملتهأمسك فكها بين أصابعه ليضغط عليهوهادرا و عيناه تشتعلان پغضب لو عاوزة تعرفي إبقي شيلي الطرحة تركها ثم سار نحو الباب ليفتحه و هو يخصها بنظرة فاحصة 
يلا خلينا ننزل الناس كلها مستنيانا تحت حملت يارا الفستان بكلتا يديها ثم تقدمت لتخرج من الباب دون مبالاة بيده الممدودة نحوها بحجة انها 
منذ الصباح حتى لم تهاتفها سوى مرة واحدة منذ ثلاثة ساعات 
إلتفتت للجهة الأخرى بعد أن جلس 
صالح بجانبها و بدأ في محادثتها لكنها لم
ترد فعقلها كان شاردا مع تلك الشقراء

الصغيرة التي كانت تجلس على إحدى الطاولات و بجانبها رجل وسيم يحيط أعلى كرسيها بذراغه و يحدق فيها بعشق واضح حتى أنه لم ينزل عينيه من عليها 
و لو للحظة واحدة راقبت كيف تقدم
أحد الرجال منه حتى يحدثه لكنه أشار 
له بيده حتى يصمت و يغادر تنهدت يارا و هي تشعر بغصة تملأ حلقها 
و هي تتمنى بداخلها لو أنها حصلت على 
رجل أحبها بصدق لما كان حالها هكذا 
كالدمية في يد رجل مريض يتلاعب بها
كيفما يشاء أفاقت من شرودها على لمسة يديه التيتبغضها و هو ينبهها حتى تحدثه إستدارت نحوه قائلة ببرود 
في إيهأجابها بعد أن لاحظ محط نظراتها داه سيف إبن عمي الكبير و اللي قاعدة جنبه مراته سيلين هما جوا متأخر عشان كده متعرفتيش عليهم و دي تبقى بنت عمتي الوحيدة هدى هي في ألمانيا حاليا عشان تعبانة شوية رغما عنها لم تستطع كتمان ما يجول في خاطرها لتتفوه به دون قيود 
باين إنه بيحبها اويكانت تنظر نحوهما كنظرة طفل صغير لعربة المثلجات لتقطع نظراتها ضحكته
التي إستغربتها هو في حاجة تضحك في سؤاليصالح و هو يحرك رأسه بنفيلا انا بضحك عشان حاجة ثانية اههو فعلا بيحبها جدا تناول يدها ليلثمها قائلا و انا كمان بحبك أوي يا روحي جذبت يدها بلطف حتى لا ينتبه لها أي أحد من الحاضرين و هي تجيبه 
راسمة على وجهها إبتسامة صفراء
اللي يسمعك يصدق صالح و هو يمثل البراءة امال انا تجوزتك ليه يا بيبي تنهدت و هي تنظر حولها تشعر بالاختناق لوجوده بجانبها خاصة في هذا المكان المغلق المكتظ بأناس منافقين في حديقة القصر كانت إنجي تقف في زاويةبعيدة عن الانظار لكنها تمكنها من رؤية كل شخص يدخل او يخرج من القصر و هي تأمل في كل لحظة أن يظهر هشام كانت متأكدة من قدومه لذلك قررت البقاء خارجا حتى تتمكن من الحديث معه براحة و تسأله 
عما خصل في تلك الليلة المشؤومة و التي قلبت حياتها رأسا على عقب بعد مرور وقت طويل يئست من قدومه
 

تم نسخ الرابط