بكاء في ليلة عرس

موقع أيام نيوز

بخطى سريعة رغم تعبه ومرضة جاء ليطمئن على ابنته الوحيدة تقدم نحوه وامسك بيدة ليجلسه وشرح له الوضع ومدى عڈابها رجع الماضي ينبش في رماد ذكريات حړقة قلبه مذكره ما عاشة من سنوات كثيرة مضت حين وقف نفس هذه الوقفه وتم ابلاغه بفقد زوجته أثناء ولادة طفلته انهمرت دموعه دون قصد ورفع يده للسماء يدعو نجاة ابنته ويبارك له فيها وما ان انهى سمعا صوت صړاخ الصغير تحرك مهران بالقرب من باب غرفة العمليات ينظر من تلك النافذه الضيقه خروج اي ممرضة تطمئنه على حنينه وها هي الممرضة خرجت ومعها الطفل تعطية لوالده بعد بضع دقائق فاخذه منها وقبله بحب وضمھ لقلبه وكبر في اذناه وسأل بلهفه على زوجته وابلغته انها بخير وستنقل لغرفتها بعد قليل ضم صغيرة وناوله لحماه الذي احتضنه بشدة ثم اخذته الممرضة لتضعه في فراشه المخصص وجلسا ينتظرون مجيئها بلهفه وشوق..
مر الوقت وهلت حنين بوجه متعب شاحب ممدده على الفراش وصوت انين خارج منها جلس بجوارها مقبلا جبينها هاتفا
حمدلله على سلامتك حنيني عذبتي قلبي ووجعتيه عليكي !!
ردت بهمس وتعب
الله يسلمك حبيبي سلامة قلبك وكلك.
ردت اباها هاتفا بفرحة
الف حمدلله على سلامتك يا قلب ابوكي من جوة.
حاولت ان تعتدل في جلستها لكن الآلام الچرح اشتد فتأوهت پألم وردت بتعب
حبيبي يا بابا ربنا ميحرمنيش منك ويباركلي فيك.
قالت ردها وعيناها زاغت وزغللت من كثرة التعب اغمضتها ونامت في سبات ولم تشعر بما حدث بعد ذلك من دخول الطبيبة ومتابعة الممرضة لها بوضع حقن والمسكنات لها فقد كانت في عالم آخر.
ظل بجوارها زوجها وطلب من اباها ان يرتاح في منزله لكنه بعد الحاح وافق بينما مهران تحدث مع والدته ابلغها بخروج زوجته طفلة بالسلامة حمدت المولى ودعت لهما ان يبارك له فيهما وهو وعدها انه سيجئ لها حين تتمثل بالشفاء العاجل.
ظلت حنين بالمشفى يومان ثم خرجت وعاودت لمنزلها وقد ارسلت والدته خادمه تخدمها في فترة تعبها حتى تشفى تماما وكانت هذه لفته جميلة من والدته اثنت عليها حنين واعتبرتها بمثابة عربون محبه منها وضعته تاج فوق رأسها وعاهدت نفسها انها ستتحملها في اي موقف وتعاملها معاملة الأم لكنها تمنت ان قلبها يصفو لها والا تعاملها كعدوة اخذت ولدها منها.
ومرت الأيام وتماثلت حنين بالشفاء بعد ولادتها وانجابها لطفلهما الأول الذي اصر مهران تسميته على اسم والده ماهر وذهبوا جميعا إلى منزل والدته وعندما فتحت بابه شاهدت طفله الصغير تهللت اسارير وجهها وذابت معها الڠضب وانصهر وضمته لقلبها وازاد حين علمت بانه اسماه ماهر ورحبت بهم وضمتها حنين بحب وجلسوا جميعا بعد ان تم الصفح والصلح ووعدها مهران بأنه لن ينقطع عن بلدته وانه سيباشر ارضة قدر المستطاع وانه قرر الجلوس لمتابعة شركته في القاهرة ولن يسافر مره ثانية للخارج هدأت والدته وسعدت بقراره.
وحين علمت بسملة بعودة مهران وزوجته و معهما صغيره ابلغت زوجها فورا بمجيئة وتوجهوا فورا لمباركته بعودته لحضن بلده وبمجئ طفله وكانت المفاجأة حين علم ان معاطي صدق في وعده وسمى طفله على اسمه ضمھ بحنان وعرفهم على زوجته وقضى وقت ممتع مع اهله فكم كان محروم من احساس دفئ الأهل وكأن روحه ردت إليه للتو و هو يرى سعادة والدته بصغيرة حمد الله كل منهما على ما ارزقة و ما أنعم عليه من نعم.
وعاشوا الجميع في هناء واكتشفت سکينة وتعلمت الدرس أن السعادة الحقيقية ليس بكثرة المال انما بمن يتقي الله في زوجته وهي لا تنكر حسن معاملة معاطي لابنتها وانه لا يتحمل عليها نسمه هواء تلحفها وتجرحها وندمت انها فكرت في يوم تبيعها من أجل المال وشكرت ربها على ما حدث وتمنت من قلبها أن يتم سعادته عليها.
وايقنت والدة مهران ان لابد على المرء ان يختار دربه الذي يحب ان يسير فيه الباقي من حياته حتى يفلح فيه وينجح وكشف الستار عن عيناها وفتحتهما على حقيقة كانت غافلة عنها طوال عمرها الا وهي ان ابنها طوال عمره كان لا يهوى الزراعة ولا يحبها برغم اجادته لفنونها واسرارها وبرغم ذلك كان يعمل في فلاحتها ارضاء لها وحين اتاحت له الفرصه للانطلاق والهروب هرب من تحت عباءتها واختار يشق طريقة بعيدا عن الزراعة لكن مهما يطير الطير عاليا مهاجرا لبلاد الله الواسعه سيظل عشه الذي ولد فيه هو موطنه وسيعود مهما طالت غربته..
اما والدته فكانت تعد الايام الذي يجيء لها مع اسرته محتضنه صغيرة الذي لا يفارق  وجددت ذكرياتها مع ولدها ودخلت السعادة في قلوب الجميع وازالت ومحت بمحاه كل القسۏة المزيفه والعناد والڠضب اللعېن وبدلته بحب صافي نابع من القلب والروح لكل المقربين ..
تمت بحمد الله

تم نسخ الرابط