رواية جسار وشمس
المحتويات
بابا اخويا مش واثق في أكلي ازاي..
قال معاتبا بطل رخامة علي أختك يا ريان..
جسار طب يلا ياجماعة ابدؤا ونحكم بعدها بس خدوا بالكم أحسن تاكلوا صوابعكم من حلاوة الأكل..
ضحكت شمس لزوجها قائلة يسلملي دعمك ياغالي.
ريان طب نجيب اتنين ليمون وشجرة ونقوم نمشي
عادت والدته تضربه من جديد مع قولها وبعدين معاك وبعدين..
_ لا هتلاقيني أسد في نفسي..
جمانة اتجوز الأول وبعدين نشوف موضوع الأسد ده
_ تفائلي يا ماما تفائلي.
لاك ريان شيء من الطعام وبدا عليه استحسان وهو يقول ايه ده يا مشمش
ردت بقلق ايه الأكل وحش يا ريان طمني.
_ مش عارف اقولك ايه بس ده طلع حلو.
جسار أخيرا اعترفت بشطارة مراتي.
_ أضطريت ياجوز اختي الأكل فعلا يجنن..
ابتسمت شمس بظفر وقالت دي شهادة من المچنون اخويا اعتز بيها.. ضحكوا لقولها واستأنفوا الطعام بمدح الجميع في الوليمة التي صنعتها لهم شمس للمرة الأولى.
___________
جحظت نظراته وتجمدت بذهول..
زوجته حامل بهذه السرعة يتحقق حلمه
بعد أشهر سيحمل طفله بيديه ويضمه لصدره
لا يدري كيف أنقد الطبيب أجرته و ودعه للباب.
توجه إليها وجدها تميل برأسها على الوسادة مسدلة أهدابها دني ليرقد جوارها ثم مال بوجهه ليدسه بثنايا عنقها وذراعه على خصرها لتشعر بدموعه الدافئة تلمس بشرتها فتضمه بقوة وهي تبكي مثله وتقول حلمك بيتحقق ياحبيبي زي ما اتمنيت هنعمل العيلة اللي هتعوضك واستأنفت بعد تقبيل قمة رأسه بحنان أمومي صارت تعرف متى يحتاجه منها كنت زمان اقول انا هجيب طفلين وبس وياريت ولد وبنت واتريق علي سارة لما تقول هتجيب ولاد كتير.. بس دلوقت غيرت رأيي أنا عايزة اجيب ولاد كتير أوي لحد ما انت تزهق وتقولي كفاية.. هعملك العزوة اللي اتمنيتها ياجسار..فرحان يا حبيبي
____________
الفصل الرابع عشر
عناقيد أحلامه تتشابك لمنحه مذاقات فرحة تلو الأخرى بذرة عائلته نبتت بنطفة جنينه..شمسه الدافئة تحمل باحشاىها الأن أملا طالما طاقت روحه إليه من سيشاركه تلك الفرحة
تسابقت أقدامه ركضا كطفل صغير أسرع ليخبر والديه بما أنجزه.
للمرة الأولى يعود جسار زائرا لفيلا جده بعد تجرده من كل شيء قبلا راح يطرق بابهم بقوة والسعادة تكاد تفقده السيطرة على عقله ما أن أشرعت البوابة له حتى هرول يبحث عن الجد وهو يصيح بنداء صاخب على غير طبيعته الهادئة الرزينة جدي.. أنت فين ياجدي
أخذته قدماه متوجها بلهاثه لغرفة الطعام ليجد أحداق الجميع تنظر إليه بدهشة لاقتحامه الغريب والمباغت ليستأنف جسار صياحه وهو يقترب من جده لاهثا بقوة توشك أن تقطع أنفاسه جدي.. شمس ..شمس حامل.. هيبقي عندي عيلة تخصني ياجدي.. ولادي هيتولدوا بين ايديا وهما عارفين جذورهم فين مش هيعشوا اغراب زيي ياجدي هيبقي عندي عيلة من صلبي وعزوة تعوضني شمس حامل ياجدي شمس حامل.
ظل يهذي دون وعي وأنفاسه تتقطع وصدره يتضخم بالهواء من فرط انفعاله غافل عن تلك المقل التي شاركته سيل دموعه ووخفقات فرحته..وبالأخص إحداهم واحدة لم تكترث له يوما أو تراه طفلها لم تشعر بمعاناته لحظة واحدة طيلة حياته لم ينل منها ذرة عطف او حنان أو اهتمام مقلة ينضح من صاحبتها الذنب الآن فقط أدركت إلهام كم كانت قاسېة القلب عليه كم عاش محروما لعائلة تبثه دفئا وحبا واهتمام رغم أن الجد لم يقصر معه لكن ظل فراغ أبويه نصلا مزق روحه حتى أصبح جرحه غائر عميق بعمق معاناته سنوات عمره الفائتة..
نهضت إلهام تاركة مقعدها متوجهة إليه حيث يضمه الجد نادر ويهتز جسده بكاء مثله..وبيد مرتعشة مترددة ربتت گ الريشة الناعمة على كتفه..استدار لها لتذهل عيناه حين بصرها.. لوهلة وقف كأنه استعاد وعيه الكامل لتوه ينظر حوله بدهشة كأنه يتسائل كيف أتي إلى هنا
_
متابعة القراءة