رواية جسار وشمس
المحتويات
دون رد ليرفع كفيها القابعان بواداعة بين كفيها ثم انسحب معها عائدين لمنزلهما فهناك يعرف كيف يزيل عنها غبار الحزن بموجة عشق حاني لا تنضب فتغفوا على صدره منهكة من
وصالهما راضية بتلك الهدنة لسانها لا يقف عن الدعاء سرا بأن تثمر إحدى لياليهما الخاصة معا نطفة تبث في قلوبهما الحياة.
بعد عدة أشهر
_ صباح الخير يا مشمش هتروحي معايا انهاردة عند جدي نادر ولا وراكي حاجة
انعقد حاجبيه بقلق متسائل مالك يا حبيبتي أنا ملاحظ فعلا ان وشك شاحب شوية تعالي نكشف.
_ لالا اطمن ده شوية صداع هما السبب وبعدين سارة هتعدي عليا هي والولاد بعد العصر وأدم هياخدها من هنا بالليل تكون انت جيت من برة.
_ قولي كده بقى.. بتوزعيني عشان قعدة النميمة بتاعتك انتي وسارة.
قرص وجنتيها برقة وانا بمۏت فيكي أكتر ثم قال بعبث ماتيجي اقولك كلمة مهمة قبل ما انزل.
دفعته بدلال لا بالليل نبقي نتكلم براحتنا وبعدين مايصحش دلوقت يا متر لأن سارة علي وصول.
غمز لها بمشاكسة ماشي يا مشمش اهربي براحتك أصلك بقالك فترة كده رخمة ومزاجك مش حلو معايا خالص.
_ نعم ياحبيبتي
أقتربت منه قائلة پخوف اوعي تكون زعلان مني بجد أنا فعلا مش مظبوطة معاك بقالي فترة بس بالله عليك تعذرني..
ابتسم بمحبة مبسطا لها الامر ياحبيبتي بهزر معاكي وبعدين انا مش ممكن ازعل منك ابدا يا شمسي وقمري سوا.
رمقته بحب ثم ابتعدت عنه قائلة اوعدك اعملك سهرة حلوة بالليل لما ترجع يا جسورة
صاحت حين ميزت رنين الباب أهي سارة جت.
استقبل شقيقته بحفاوة يا روح قلب أخوكي نورتي الدنيا كلها..ثم تلقف من يديها جسار الصغير وراح يقبله ومن ثم حمل شقيقه الاكبرنديم وهو يقول ديمو حبيب خالو وحشتني خالص وأنا راجع هجيبلك حاجة حلوة.
_ خدني معاك يا خالو.
عاتبت سارة صغيرها نديم.. قولنا ايه مش وعدتني انك مش هتمسك في حد خارج وهتفضل مع ماما وخالتو شمس وتلعب مع اخوك
أنا رايح عند جدو نادر عايز تيجي معايا فعلا
الصغير بحماس ايوة.
سارة بس ممكن يضايقك ياجسار ابني شقي اوي وعارفاه مش هيستر هناك.
ابتسم بتفهم ماتقلقيش ديمو مش هيتعب خالو..وأنا هاجي بدري شوية عشان اشوف أدم إن شاء الله..
شمس خلاص هنستناكم يا جسار اوعوا تتأخروا.
_ شكلك مش عاجبني يا شمس.
_ مش عاجبك ليه بقي يا ست سارة مالي يعني.
تفحصتها أكثر بعين خبيرة ثم صاحت بثقة كأنك حامل
ارتبكت وزاغت عيناها بتوتر نافية أنا لا طبعا انتي غلطانة انا مش حامل ولا حاجة.
_ شمس انتي مابتعرفيش تكدبي عليا ده واضح جدا لو ده حاصل ليه مخبية
أطرقت أخير راسها بعجز دامعة مستسلمة لفراسة سارة الاخيرة رابتة على ظهرها ليه مدارس يا شمس و ليه مخبئة حتى على جسار.
تماما بصوت باكي عشان هياخدني للدكتور يا سارة وياخدوا مني ابني..انا عايزة انسى ان ولادي بيجوا مشوهين هسلم أمري لله يمكن ينجي ابني المرة دي من التشوه أنا باخد علاجي وفيتاميناتي كلها هروح للدكتور ليه عشان يقولي هعملك إجهاض واقتل ابنك
وواصلت باڼهيار لم تعد تسيطر عليه سيبوني افرح وهو جوايا شوية واصدق اني هشوف ابني بخلقة تامة واخده في حضڼي واشم ريحته واشبع منها.
ثم استطردت كأنها تهذي عارفة أنا كل يوم بكلمه في بطني وبحكيله حاجات كتير نفسي اعملها معاه لما يتولد.. وبكلم ربنا كل صلاة فجر وابكي عشان يراضيني و يرزقني طفل سليم يقر عيني انا وأبوه المسكين ده ربنا حنين هيديني أنا حاسة بكده يا سارة صدقيني.
انفطر قلب ابنة خالتها لحال رفيقتها وهتفت بتأثر وشفقة ماشي ياحبيبتي ربنا إن شاء الله هيراضيكي بس لازم تكشفي يا شمس.
صاحت الاخيرة بعناد لأ مش هكشف هستني لحد الولادة وانا ونصيبي..
_ طب انتي في الشهر الكام
_ فاضل اسبوع وادخل في الرابع.
_ طب ازاي جسار معرفش وانتي...
أدركت خاطرها فقالت كل شهر بتعمد اروح عند ماما كام يوم هاك عشان كده مش أخد باله خالص.
_ فهمت.
ثم تنهدت بشفقة وهي تخبرهاطيب يا حبيبتي اقعدي بقي ارتاحي وماتتعبيش نفسك في حاجة
خالص.
حدثتها برجاء طيب توعديني ما تقوليش لجسار حاجة عن حملي دلوقت
_ شمس انتي عايزة تفهميني انك هتخبي علي جوزك لحد الولادة انتي اسبوع بالظبط وبطنك هتبان يا بنتي.
_ لما يجي وقتها يحلها ربنا.
تنهدت بقلة حيلة ودعت الله سرا أن يجبر خاطرها بطفل معافى ولا تتجدد المأساة مثل ما حدث في المرات التالية.
رحبت إلهام بقدوم جسار وأبن شقيقته بحفاوة قائلة
يا أهلا بالمتر الكبير والقمر الصغير اللي معاه..
ابتسم لها بود ازاي حضرتك عاملة ايه..
متابعة القراءة