شمس
المحتويات
أحمد إنت فين
أجابه الأخر بهدوء
إنت اللي فين أنا خلاص داخل على الموقف
واستطرد باعلام
شفتك خلاص يا ريس
في تلك اللحظة رأها تقترب من إحدى السيارات التي توقفت لتستقل مقعدا بجانب النافذة ليشير سريعا لإبن عمه يستعجله على التحرك وبعد لحظات انطلق متتبعا السيارة ليسأله الأخر
فيه إيه يا عمرو مالك يا ابني مسروع كده ليه
بنت! قولت لي بقى هي الحكاية طلع فيها بنت
نطق سريعا بصوت مسحور
ومش أي بنت يا أحمد دي طلقة عليها جوز عيون يجننوا
ظل يقود حتى أصبحتا السيارتين متجاورتين لينظر على تلك المتكئة برأسها على زجاج النافذة شاردة بنظرها للسماء لتنعكس أشعة الشمس على أشعة عينيها لتضيف بريقا جعل من عينيها مبهرة لمن ينظر بها برغم الحزن الساكن بداخلهما مال ابن عمه برأسه للأمام ليقول بانبهار ظهر بصوته
ابتسم وهو يرفع قامته للأعلى ليقول بتفاخر
كان عندك شك في ذوقي ولا إيه
الشهادة لله طول عمر ذوقك لا يعلى عليه يا ابن عمي بالذات في صنف الحريم ...قالها مفخما به ليفرد الأخر جسده أكثر بعدما أشعره حديث ذاك المنافق بتفرده حول بصره مرة آخرى لينظر على تلك الشاردة التي لا تبالي بمن حولها سوى ملكوتها الخاص وشعورها الدائم بالوحدة الذي يلازمها اينما ذهبت حتى بحضرة عائلتها مر أكثر من خمسة عشر دقيقة وهو يراقب تلك الجميلة حتى زفر أحمد وتحدث متسائلا
اجابه وعينه على من خطفت لبه
ياريت كان عندي وقت كنت مشيت وراها أدينا ماشيين لحد ما نوصل لكبري بلدنا بعد كدة مش هقدر أكمل علشان حنة أمل بنت عمك جمال أبويا كلمني وانا مستنيك في الموقف كان متضايق وبيستعجلني علشان أقف مع شباب العيلة في توضيب كوشة العروسة
يادي كوشة العروسة اللي صدعونا بيها أبويا كمان ۏجع دماغي من الصبح مكانش عاوزني أروح الشغل أصلا بالعافية أقنعته إني هاجي قبل التجهيزات ما تبدأ لولا كدة مكنتش هعرف أفلت منه
واستطرد بجبين مقطب
بيقولوا عاملين الكوشة فوق سطح
بيت عمك جمال عشان البنات والستات ياخدوا راحتهم بعيد عن قعدة الرجالة.
مستفسرا بعدما وجده يقف عند كل محطة تقف بها السيارة وينتظر حتى يتأكد من شخصية المترجل
وبعدين يا ريس هنفضل كدة لحد امتى الميكروباص بيقف تقريبا دقيقتين عند كل محطة.
بطل رغي يا أحمد ولو مش عاجبك إنزل وشاور لأي ميكروباص يوصلك...قالها بعدما سأم من تملله ليجلس الاخر صامتا حتى إقتربا من محطة قريتهم حينها استمع لرنين هاتفه وكان المتصل والده نصر البنهاوي زفر بضجر بعدما استمع لتوبيخ الاخر له وهو يستعجله فقاد بسرعة فائقة ليتخطى السيارة ليميل تارة القيادة لليسار متجها لداخل قريته وما ان اختفت سيارته للداخل حتى توقفت تلك السيارة لتترجل هي منها توجهت لمنزل والدها وما أن ولجت للداخل حتى تهللت أسارير والدها حين رأها ليتحدث بترحاب
نظرت بابتسامة واسعة لذاك الذي يتوسط الأريكة الخشبية بوسط منزله المتواضع لتقترب من جلوسه وهي تمسك كف يده وتميل بطولها لتضع قبلة احترام فوق كفه ليمرر والدها كفه الحنون فوق حجاب رأسها رفعت عينيها لتتحدث بابتسامتها البشوشة
الله يسلمك يا بابا إزي صحتك
ابتسم والدها ليجيبها
وسعي مكان على الطبلية لطاجن الرز يا إيثار
أسرعت لتفسح المكان وهتفت وهي تنظر للطعام الموجود داخل الإناء بلونه الذهبي المشهي
يا سلام يا ماما على الريحة
واسترسلت بملاطفة وهي ترفع قامتها بمزاح
الست منيرة بعون الله أحسن واحدة بتعمل طاجن رز معمر
بالحمام في كفر الشيخ كلها
ابتسمت بوهن لتشير لها بكفها إلى حجرتها الخاصة بها
طب روحي غيري هدومك بسرعة عشان تيجي تغرفي باقي الأكل وتطلعيه مع مرات أخوك
قطبت جبينها لتتحدث باستياء مصطنع تداري به ألم قلبها المنشطر
هو أنت على طول كدة معايا يا ماما طب خديني في ولا حتى قولي لي حمدالله على السلامة
زفرت لتهتف بضجر
يا بنتي سيبك من المياعة اللي إنت فيها دي وخلصي
واستطردت بملامح وجه مكفهرة
إخواتك لسة
متابعة القراءة