شمس

موقع أيام نيوز


الصينية الممدودة متحركة للخارج پغضباتجهتياسمين بنظرها إلىمروة لتقول بنبرة حانقة
وإنت يا مروةمش هتبطلي كيد النسا اللي فيك ده
بررت الأخرى موقفها قائلة بتنصل 
وأنا كنت جيت جنبها ياياسمين ما اللي حصل كله كان على يدكدي واحدة مچنونة وعلى راسها بطحة
زفرت الأخرى لتهتف بحدة 
بلاش تستفزيها أحسن لك وإديكي قولتيها بنفسك واحدة مچنونة والجنان بيزيد عليها لما الموضوع يخص عمرووحكايته القديمةفياريت تخليك إنت الأعقل وبلاش تجري شكلها 

اكتفت مروة بنفس الابتسامة الساخرة لتنسحب إلى حوض المطبخ لتتابع جلي الصحون تحت ڠضب الاخرى من كلتا الغبيتان اللتان تعيشا معها بنفس المنزل
بالقاهرة الكبرى
إنتهى من ارتداء رابطة عنقه وعقدها بتمرس ورتابة ليجذب بحلة بدلته السوداء من فوق عليقة الملابس مرتديا إياها ليتحرك صوب مرأة زينته ممسكا بفرشاة شعره ليصففه بعناية أعاد الفرشاة إلى موضعها ليلتقط قنينة عطره المميز وبدأ ينثر فوق ذقنه وعنقهبات ينظر لهيئته الجذابة برضا تامتحسس ذقنه النابته ثم نظر لشعر رأسه الفحمي مرورا بعينيه السوداويتين كثيفة الأهداب وبشرته الحنطية التي جعلت منه جذابا عن المعتاد ثم نزل بنظره على صدره العريض وتقسيمات جسده الرياضية ليبتسم بمرارة حينما تذكر ماضيه الأليم قطع شروده استماعه لبعض الطرقات الخفيفة فوق باب جناحه ليهتف برزانة مخاطبا الطارق 
إدخل. 
فتح الباب لتظهر منه سيدة أنيقة ترتدي بذلة نسائية تدل على وقار تلك المرأة بعامها التاسع والخمسون ذات الشعر البني القصير المظهر التي وما أن رأها حتى ظهرت إبتسامة سعيدة على محياه لتتحدث هي بنبرة حنون
صباح الخير يا سيادة المستشار
صباح النور يا حبيبتي...نطقها صاحب السادسة والثلاثون عاما بابتسامة وهو يقترب عليها ليقوم بتقبيل رأسها بوقارتحدثت باعجاب
ده إيه الشياكة دي كلها
أنا إبن دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي فطبيعي أكون شيك ومميز زيها... نطقها باعتزاز لتضحك بسعادة قائلة 
طول عمرك شاطر في الكلام وبتعرف تغلب بيه اللي قدامك
نظر لها ليقول بثقة 
بس ده مش كلام يا ماما أنا حقيقي طول عمري فخور بيك وواخدك مثال وقدوة للست الناجحة من وجهة نظري
واستطرد بإطراء
ست بيت وزوجة وأم عظيمة وفي نفس الوقت أستاذة جامعية شاطرة قدرت توصل لإنها تكون من أكبر الاساتذة في مادة القانون الجنائي على مستوى جامعات الحقوق في مصر كلها
تنهدت بهدوء لتتحدث بتمنى 
فاضل لي أمنية واحدة وأكون حققت كل أحلامي يا فؤاد وإنت الوحيد اللي قادر تحققها لي 
ومع ذلك مستخسرها فيا زي ما تكون صعبان عليك راحة قلبي...قالت كلماتها الأخيرة بكثيرا من التأثر والألم لينسحب من أمامها متجها صوب تلك المنضدة الجانبية جاذبا من فوقها حقيبة جلدية باللون الأسود تحتوي على أوراق هامة خاصة بعمله كنائب في النيابة العامة ليتحدث متهكما 
إبتدينا الوصلة الصباحية اللي مبتخلصش كنت عارف إن زيارتك لأوضتي مش مجرد زيارة عادية
واللي توقعته حصل يا دكتورة
قالت بنبرة متأثرة 
بتلومني علشان خاېفة على مصلحتك يا فؤاد 
واستطردت بنظرات جالدة لذاته 
إمتى بقيت أناني كدة هو أنا مبصعبش عليك! 
طب بلاش أنا بباك اللي عاش عمرة كله يبني في إسمه وتاريخه ويجمع في ثروته وجيت إنت علشان تكمل مسيرته مش شايف إن من أبسط حقوقه يكون له إمتداد لإسمه!
هتف بحنق بعدما تحولت ملامحه لشرسة 
سبق وإتكلمنا في الموضوع ده وقولت لحضرتك إن موضوع الجواز
والخلفة شيلتهم من حساباتي نهائي كفاية عليا اللي شفته من تجربتي المرة اللي عيشتها
تعمق بمقلتيها ليستطرد لائما بملامح مكفهرة
ليه عوزاني أعيش نفس الأڈى تاني!
مش كل الستات زي... كادت أن تكمل لولا تحركه السريع نحو الباب وهو يتحدث متمللا 
نفس الإسطوانة المشروخة بتاعت كل يومياريت توفري على نفسك وعليا الكلام وتسيبيني أتحرك علشان أشوف شغليوحضرتك كمان لازم تتحركي علشان تلحقي طلابك بدل ما تتأخري عليهم يا دكتورة
إهرب زي كل مرة هي عادتك ولا هتشتريها... نطقت بها بحدة ليتابع هو مروره بالممر المؤدي للدرج دون تعليق بعد قليل ولج إلى غرفة الطعام وجد والده سيادة المستشار علام زين الدينأحد أعضاء هيئة المحكمة الدستورية العليامترأسا الطاولة تجاوره نجلتهفريالإبنة الثانية والثلاثون عامافقد إختار علام اسماء نجله وابنته تيمنا بأسماء ملوك مصر السابقين لكي يصبح شأنهم بأهمية اسمائهم يجاور فريال زوجهاماجد المعيد بكلية الحقوق ذاتها التي تعمل بها والدة زوجته ولقد تعرف عليها من خلال زياراتها المتكررة لوالدتها بعملها وأعجب بها وطلبها للزواج وكان
 

تم نسخ الرابط